فهل تأمنون أنتم يا شباب على أنفسكم من هذه الفتنة؟ فاتقوا الله ولا تخدعوا أنفسكم.
واعلمي أختي المسلمة أن التبرج الذي نهاك الله عنه في القرآن هو إبداء المرأة زينتها لغير زوجها ومحارمها المنصوص عليهم في القرآن وهم الأب والابن وأبو الزوج وابنه وابن الأخ وابن الأخت وكذا العم والخال والنساء المؤمنات لا الكافرات والرجال الذين لا رغبة لهم في النساء لكبر السن مثلًا؟ والأطفال الذين لا يميزون عورات النساء - وقد كانت المرأة في الجاهلية لا تشد خمارها (غطاء رأسها) فيبدو بعض شعرها وأذنها وعنقها فحذر الله المؤمنات من ذلك فقال:
فكيف حالنا اليوم وقد تردت كثير من النساء إلى أجهل من الجاهلية الأولى. وقد اتفق العلماء في كل عصر على أنه لا يجوز للمرأة المسلمة البالغة أن تكشف ما زاد على الوجه والكفين بل المشروع سترهم - خاصة عند كثرة الفساق وخوف الفتنة وِذلك امتثالًا لأمره تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ}. [الأحزاب: ٥٩]
والجلباب هو ما يغطي البدن كله. واقتداءً بأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أمهات المؤمنين حيث كن يغطين وجوههن بالإجماع.
وتنبهي أختي المسلمة إلى أن غطاء الرأس لابد أن يكون سابغًا على الصدر والعنق لقوله تعالى:{وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}[النور: ٣١]
ولا يجوز أن تلبس المرأةَ الثياب الضيقة ولا الشفافة (كالجوارب الشفافة). لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "صنفان من أهل النار لم أرهما" الحديث، وفيه "نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت (الِإبل) لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها". [رواه مسلم]
والكاسية العارية هي التي تستر بعض جسمها وتعري البعض، أو تستره بما لا يستر كالملابس الضيقة والشفافة، وهذا الحديث من معجزات النبوة حيث وقع كما أخبر - صلى الله عليه وسلم -، ولا يجوز أيضًا أن تتشبه المسلمة بالكافرات كمن تتبع (الموضة) لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ومن تشبه بقوم فهو منهم". [صحيح رواه أبو داود]