١٧ - الصوفية تزعم رؤية الله في الدنيا، والقرآن يكذبهم حين قال على لسان موسى: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي}. [الأعراف: ١٤٣]
وقد ذكر الغزالي في كتابة إحياء علوم الدين (باب حكاية المحبين ومكاشفاتهم)، هذه القصة: قال أبو تراب يومًا: لو رأيت أبا يزيد!، فقال له صديقه: إني عنه مشغول، قد رأيت الله تعالى فأغناني عن أبي يزيد، قال أبو تراب: ويلك تغتر بالله -عَزَّ وَجَلَّ- لو رأيت أبا يزيد (البسطامي) مرة واحدة كان أنفع لك من أن ترى الله سبعين مرة.
ثم قال الغزالي: فأمثال هذه المكاشفات لا ينبغي أن ينكرها المؤمن.
أقول للغزالي: بل يجب على المؤمن أن ينكرها لأنها كذب وكفر تخالف القرآن والحديث والعقل.
١٨ - الصوفية تدعي وتزعم رؤية الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا يقظة، والقرآن يكذبهم قائلًا:
{وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}. [المؤمنون: ١٠٠]
(أي من أمامهم حاجز يحجز بينهم وبين الرجوع إلى الدنيا إلى يوم القيامة). [ذكره الطبري]
ولم ينقل إلينا أن أحدًا من الصحابة رأى الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقظة، فهل هم أفضل من الصحابة؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
١٩ - الصوفية تزعم أنها تأخذ العلم من الله مباشرة بدون واسطة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيقولون: (حدثني قلبي عن ربي)، قال ابن عربي المدفون بدمشق في كتابه الفصوص: (فمنا الخليفة عن الرسول الذي يأخذ الحكم عنه- صلى الله عليه وسلم - أو بالاجتهاد الذي أصَّلَه أيضًا، وفينا من يأخذه عن الله فيكون خليفة الله!).
أقول: هذا الكلام باطل يخالف القرآن الذي ينص على أن الله أرسل محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ليبلغ الناس أوامر الله، قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}. [المائدة: ٦٧]
ولا يمكن لأحد أن يأخذ عن الله مباشرة، وهو كذب وافتراء، ثم إن الإِنسان لا يكون خليفة عن الله؛ لأن الله لم يغب عنا حتى يخلفه الإِنسان، فالله هو الذي يخلفنا حينما نغيب ونسافر، لذلك جاء في الحديث:
"اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل". [رواه مسلم]