قال الشاعر:
فما والله ما في العيش خير ... ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
١٧ - إن الذنوب تُضعف في القلب تعظيم الرب جل جلاله، وتضعف وقاره في قلب العبد شاء أم أبَى ولو تمكن وقار الله وعظمته في قلب العبد لما تجرأ على معاصيه.
١٨ - إن الذنوب تستدعي نسيان الله لعبده وتركه وتخليته بينه وبين نفسه وشيطانه، وهناك الهلاك الذي لا يُرجى معه نجاة.
١٩ - إن الذنوب تخرج العبد من دائرة الإِحسان وتمنعه ثواب المحسنين، فإن الإِحسان إذا باشر القلب منعه من المعاصي.
٢٠ - إن الذنوب تزيل النعم وتحُل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب ولا حلت به نقمة إلا بذنب، قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-:
(ما نزل بلاء إلا بذنب وما دُفع إلا بتوبة).
قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}.
(الشورى ٣٠)
وقوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا
بِأَنْفُسِهِمْ}. (الأنفال ٥٣)
ولقد أحسن القائل:
إذاكنت في نعمة فارعها ... فإن الذنوب تزيل النعم
وحُطها بطاعة ربِّ العباد ... فرب العباد سريع النقم
وإياك والظلم مهما استطعت ... فظلم العباد شديد الوخم
وسافر بقلبك بين الورى ... لتبصر آثار من قد ظلم
فتلك مساكنهم بعدهم ... شهود عليهم، ولا تتهم
وما كان شيء عليهم أَضر ... من الظلم وهو الذي قد قصم
فكم تركوا من جنان ومن ... قصور، وأُخرى عليهم أَطم
صَلُوا بالجحيم وفات النعيم ... وكان الذي نالهم كالحلم
[نظر: الجواب الكافي لابن القيم [ص ٦٠: ١١٠] بتصرف