لا جواب ذلك عندهم البتة. ومما يدل على شعورهم بأن هذه الجملة تبطل تأويلاتهم أنك لا ترى واحدًا منهم يستعملها، فيقول في دعائه مثلًا:
اللهم شفِّع فيَّ نبيك، وشَفِّعني فيه.
٧ - إن هذا الحديث ذكره العلماء في معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعائه المستجاب، وما أظهره الله ببركة دعائه من الخوارق والإِبراء من العاهات، فإنه بدعائه - صلى الله عليه وسلم - لهذا الأعمى أعاد الله عليه بصره، ولذلك رواه المصنفون في دلائل النبوة كالبيهقي وغيره، فهذا يدل على
أن السرَّ في شفاء الأعمى إنما هو في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ويؤيده أنَّه ليس كل من دعا به من العميان قد عُوفي، بل على الأقل لعوفي واحد منهم، هذا ما لم يكن، ولعله لا يكون أبدًا.
كما أنه لو كان السر في شفاء الأعمى أنه توسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقدره، وحقه، كما يفهم عامة المتأخرين، لكان من المفروض أن يحصل هذا الشفاء لغيره من العميان الذين يتوسلون بجاهه - صلى الله عليه وسلم -، بل ويضمون إليه أحيانًا جاه جميع الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين. "انظر كتاب (التوسل) للشيخ الألباني"