للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقرأ عنوانه، فبأن لا [يحنث] (١) بنفس الكتابة أولى وأحرى، وقد ظهر لي أن كلام ابن حبيب له وجه، وذلك أن بنفس وصول الكتاب لا يحصل به الإيناس للمحلوف عليه، حتى يفتحه ويقرأ ما فيه أو يقرأ عنوانه، لأنه ربما توحش في نفسه أن الكتاب في سبه، وإظهار [البغض] (٢) له وزيادة المنافرة فيما بينهما؛ فإذا قرأه أو قرأ عنوانه تبين له أن القصد بالمكاتبة تجديد المواصلة وهجران [المفاصلة] (٣)، لأن العنوان ترجمة لما في الكتاب، ومنه يظهر انقطاع العنف والإنابة إلى الألفة والمحبة في [جنب] (٤) رب الأرباب، والله الموفق للصواب.

ولو حلف ليكلمنه، فكتب إليه كتابًا أو أرسل إليه رسولًا: لم يبر، لأنه لم يكلمه.

وهذا مما يبين [المسألة] (٥) [أن الأول إذا حلف ألا يكلمه، فكتب إليه أنه لا يحنث] (٦)، إذ لو كان للكتاب [نفس] (٧) كلامه لبر فيه، إذا حلف ليكلمنه، [فالخلاف الذي] (٨) [يجري] (٩) في تلك المسألة [التي قدمناها] (١٠) يجري في هذه أيضًا.

ولو كتب المحلوف عليه إلى الحالف، فلا يخلو من أن يقبل كتابه


(١) في أ: يحلف.
(٢) في الأصل: البعض.
(٣) في ب: المقاطعة.
(٤) سقط من أ.
(٥) سقط من أ.
(٦) سقط من ب.
(٧) سقط من أ.
(٨) في أ: فالذي.
(٩) سقط من أ.
(١٠) سقط من أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>