للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: ما روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان جالسًا مع أصحابه في موضع الجنائز إذا رفع رأسه ثم نكسه ثم وضع راحته على جبهته ثم قال: "سبحان الله ماذا أنزل الله من التشديد" (١).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "صاحب الدين مأسور يوم القيامة بالدين" (٢) وقال: "نفس المؤمن [معلقة] (٣) بدينه" (٤) أو قال: "من كان عليه دين حتى يقضي [دينه] (٥) ".

والأحاديث في ذلك أكثر من أن تحصى، فقيل: إن في ذلك كله ما كان من النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن تفتح عليه الفتوحات، وقبل فريضة الزكاة على المسلمين، فلما فرضت الزكاة قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من ترك مالًا فلورثته، ومن ترك دينًا فعلي" (٦)، وقيل: إن هذه الآثار إنما وردت فيمن تداين في سرف أو فساد غير مباح، أو من تداين وهو يعلم أن ذمته لا تفي بما تداين به؛ لأنه مهما فعل، فقد قصد إلى استهلاك أموال المسلمين، وهذا هو الصحيح، فإذا ثبت ذلك فالغرماء على ثلاثة أقسام:

غريم غني، وغريم معسر غير معدم، وغريم معسر معدم.

فأما الغريم الغني: فتعجيل الأداء عليه واجب، ومطله بالحق حرام غير جائز؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مطل الغني ظلم" (٧).


(١) أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٩٢٨).
(٢) أخرجه الطبراني في الأوسط (٨٩٣)، وضعفه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى.
(٣) في الأصل: متعلقة، والمثبت من أصول الحديث.
(٤) أخرجه الترمذي (١٠٧٨)، وابن ماجة (٢٤١٣)، وأحمد (١٠٦٠٧)، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى.
(٥) سقط من أ.
(٦) تقدم.
(٧) أخرجه البخاري (٢١٦٦)، ومسلم (١٥٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>