للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشروحات له ذكر، ولا انكشف له في التعاليق ستر حتى [يستغني] (١) به الطالب عن جملة المصنفات، ويصول به على أصحاب الروايات، وأرباب الدرايات، ويكتفي به عن مطالعة الأمهات، إلا من أراد الاستغزار في الروايات عند تزاحم الأسئلة بالجوابات، أو من تصدى للقضاء والمحاكمات.

ولعلنا لا نعدم غمرًا جاهلًا، أو حقودًا عن منهج [الحق] (٢) مائلًا يشحذ إلينا [حربة] (٣) الطعن، ويفرق نحونا [سهام] (٤) سوء الظن، ويدعي ألا تصنيف إلا ما صنفه القدماء، وأن كتب الماضيين بالاقتداء أولى، وما حدث من التصانيف بدعة، وما [ترك] (٥) الأوائل للأواخر شيئًا، وقد كان فلان وفلان مع [قوة] (٦) باعهم في العلم ما مدوا أفهامهم إلى التصنيف، ولا بروا أقلامهم على التأليف، [ويسرد] (٧) من هذا الهذيان كثير، أو يحجج على خطابه بحجج، ويكثر الكلام بغير فائدة، فهذا المسكين المجهول قد ضيق واسعًا، وتعرض لاكتساب الآثام طائعًا, ولم يدر أن باب التصنيف مفتوح، وهو لمن ساعده التوفيق من الله [مبذول] (٨) وممنوح، وللحق لسان صادع، وحسام قاطع، وقضاء لا يرد وباب لا يسد؛ فاعرف الحق تعرف أهله، ولا تعرف الحق بالرجال، فتتحير في متاهات الضلال.


(١) في أ: استغنى.
(٢) في ب: الرشد.
(٣) سقط من ب.
(٤) سقط من أ.
(٥) في ب: خلف.
(٦) في ب: امتداد.
(٧) في ب: ويورد.
(٨) سقط من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>