للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد روى أن سفيان الثوري قدم عسقلان، فمكث فيها ثلاثة أيام لا يسأله [الناس] (١) فقال: [اكتروا] (٢) لي [لأخرج] (٣) من هذا البلد؛ هذا بلد يموت فيه العلم" (٤).

وإنما قال ذلك حرصًا على فضيلة التعليم، واستبقاء للعلم به.

وقال عطاء: دخلت على سعيد بن المسيب -وهو يبكي- فقلت [له] (٥): وما يبكيك؟ فقال: ليس أحد يسألني عن شيء.

وقال [بعضهم] (٦): العلماء سراج الأزمنة، وكل واحد منهم سراج أهل زمانه؛ يستضىء [به أهل زمانه] (٧).

وقال الحسن رضي الله عنه: لولا العلماء صار الناس مثل البهائم، أي: [فالتعليم يخرجه من حد البهيمية] (٨) إلى حد الإنسانية.

وقال عكرمة: إن لهذا العلم ثمن، [قيل] (٩): وما هو؟ قال: أن تضعوه فيمن يحسن حمله، ولا يضيعه.

وقال يحيى بن معاذ: العلماء أرحم بأمة محمد من آبائهم وأمهاتهم، قيل: كيف ذلك؟ قال: لأن آباءهم وأمهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا، [والعلماء] (١٠) يحفظونهم من نار الآخرة.


(١) في أ: إنسان.
(٢) في ب: أكروا.
(٣) في ب: أخرج.
(٤) انظر: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (٢/ ٢٧٩).
(٥) زيادة من ب.
(٦) سقط من ب.
(٧) سقط من ب.
(٨) في ب: بالتعليم خرجوا من حد البهائم.
(٩) في ب: قال.
(١٠) في أ: وهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>