للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من أن يكون لي كذا وكذا. إذا كان [أخبره] (١) بما كان في نفسه من الشجرة التي مثَّلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالرجل المؤمن، وسأل أصحابه عنها؛ فوقعوا في شجر البوادي، فقال عبد الله بن عمر: [فوقع] (٢) في نفسي أنها النخلة، ثم قال عليه السلام: "أنها النخلة" (٣).

فقال مالك: أي شيء إلا مراء، وإنما هو أمر يكون في القلب لا يملك؛ فهذا إنما يكون من الشيطان ليمنعه، فمن وجد ذلك فلا يكسله عن التمادي في الخير، ولا ييئسه من الأجر، وليدفع الشيطان عن نفسه ما استطاع [ويجدد] (٤) النية لله تعالى.

وقد روى عن بعض المتقدمين أنه قال: طلبنا العلم لغير الله، فردَّنا العلم إلى الله.

[وفي خبر] (٥) عن معاذ بن جبل أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ليس من بني سلمة إلا مقاتل؛ فمنهم مَنْ القتال طبيعته، ومنهم مَنْ يقاتل رياء، ومنهم مَنْ يقاتل احتسابًا، فأيّ هؤلاء من الشهداء من أهل الجنة؟ [فقال لمعاذ بن جبل] (٦): "مَنْ قاتل على شيء من هذه الخصال، وأصل أمره أن تكون كلمة الله العليا، فقُتل: فهو شهيد من أهل الجنة" (٧).

وروى أن رجلًا قال: يا رسول الله من يعمل العمل فيخفيه، فيطَّلع


(١) في أ: يخبره.
(٢) في ب: ووقع.
(٣) أخرجه البخاري (١٣١)، ومسلم (٢٨١١).
(٤) في ب: ويجرد.
(٥) في أ: روى.
(٦) في ب: فقال له معاذ بن جبل.
(٧) أخرجه البخاري (١٢٣)، ومسلم (١٩٠٤) من حديث أبي موسى، ولم أقف عليه من حديث معاذ.

<<  <  ج: ص:  >  >>