للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه قول الشاعر:

خليلي هل لي قطرة بعد توبة ... أداوي بها قلبي على فجور

إلى رجح الأكفال غيد من الظبا ... عذاب الثنايا ريقهن طهوري

أي: بقى طاهر نقي غير مستقذر الفضلات، كما قال الآخر (١):

ثياب بني عوف طهاري نقية ... وأوجههم عند المشاهد غراف

[وهي] (٢) في الشرع على ما هي عليه [ق/٦ أ] في الموضع غير أن للشرع فيها تصرفات، وزيادات، وصفات.

واختلف العلماء؛ هل هي معقولة المعنى، ومفهومة المغزى فمن نظر إلى اختصاص المجمل يؤذن [أن] (٣) الغرض منها تنظيف الأعضاء المبتذلة في التصرف، والامتهان لما يتعلق بها من الأدران؛ ولاسيما: غسل الوجه، واليدين إلى المرفقين، والرجلين إلى الكعبين؛ إذ هما مسارح الأبصار، معرضة غالبًا لملاقاة الغبار، ومصادمة الأوطار، والأقذار.

والطاهر منها في الأكثر هذا المقدار، والرأس مستور بالعمائم والقلانس، وقد يبدو منه بعضه أو كله للاسترواح، ولابد من هبوب الرياح، فشرع له فيه المسح الذي هو أدنى مزيل لأقل مُزال.

والإنسان منكمش على المعاش، ويأوي إلى الفراش، عاريًا من الرياش، ولابد من عرق، وغبار متعلق، ووظف غسل الجنابة على الجسد عمومًا. والاعتراض على هذا يخرج التيمم [عن] (٤) التنظيف


(١) الشاعر هو امرؤ القيس.
(٢) في ب: أو هي.
(٣) سقط من أ
(٤) سقط من أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>