للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتحسين؛ إذ الظاهر منها التلويث والتغيير؛ إذ التيمم [أحد] (١) الطهارتين، فالعبرة بالعبر، والمعاني، لا بالصور [والمباني] (٢)، قال الله تعالى: {لَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} (٣)، فجعل القصاص الذي هو عين الإتلاف: حياة، وإلى هذا ذهب [متأخرو] (٤) الشافعية، أو ليست بمعقولة المعنى نظرًا إلى أسرار الربوبية، واختصاص الألوهية غسل المَحَالّ الظاهرة النقية بالأوامر الواردة الشرعية لخروج خارج من محل مخصوص، وربما اقتصر المكلف على تطهير ذلك المحل أو بمزيل العين خاصة كالاستجمار، وأي معنى في كون الأذى يخرج من محله، ويوجب الغسل في محل آخر.

وهل هو في المثال إلا كما يقول الأول: حكمة على ذنبه، [وهو النابغة الذبياني الشاعر] (٥):

[فَحَمَّلَتْنِي] (٦) ذنب امرئ وتركته ... كذي العر يُكوى غيره وهو راتع

ولكن الله تعالى يتصرف في عباده، وفي خلقه كما يشاء، ويأمر عباده كيف شاء، لا يُعترض على فعله، {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} (٧)، وهذا هو مذهب مالك رضي الله عنه، وهو أصح من مذهب الأول.

وهي تنقسم -أعني الطهارة- إلى قسمين: طهارة لإزالة الخبث، وطهارة لرفع حدث.


(١) في أ: إحدى.
(٢) في الأصل: المغابي.
(٣) سورة البقرة الآية (١٧٩).
(٤) في الأصل: متأخر.
(٥) ساقطة من ب.
(٦) في الديوان: لكلفتني.
(٧) سورة الأنبياء الآية (٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>