٦ - الإستسلام لأوامر الدين:
استسلم لأحكام الدين وأوامره، فإن الإِسلام مشتق من الإستسلام، ولا تقس
أحكام الدين برأيك وعقلك، فإن العقل له حدٌّ ينتهي إليه، وكثيرًا ما يخطئ
العقل، ويعجز عن تفسير جميع أمور الدين، لذلك قال علي -رضي الله عنه-: (لو كان الدين بالرأي لكان المسح على أسفلِ الخفّ أولى مِن المسح على أعلاه). "رواه أبو داود. وصححه محقق جامع الأصول"
إن المسلم الحقيقي هو الذي ينفذ أوامر الشرع دون معرفة الأسباب التي خفيت عليه فهو كالجندي يطيع أمر قائده دون مناقشة، لأنه يعلم أن قائده أعلم منه؛ وعندما حرم الإِسلام لحم الخنزير امتثل المسلمون للأمر، ولم يسألوا عن السبب وبعد مضي أربعة عشر قرنًا كشف الطب الحديث عن ضرره، وعرفنا أن الله لم يحرم شيئًا إِلا لضرره.
٧ - العدل في الوصية:
لا تحرم أحدًا من الورثة حقه، بل ارض بما فرض الله وقسم، ولا تتأثر بالهوى
والحب والميل لأحد الورثة، فتخصه بشيء دون الباقين:
عن النعمان بن بشير قال: (تصَدق عَليَّ أبي ببعضِ مالِه، فقالت أمي [عَمرة بنت رواحه]: لا أرضى حتى تُشهد رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فانطلق أبي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لِيشهِدَه على صدقتي، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أفعلتَ هذا بولدك كلهم؟ قال: لا،
قال: اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم). "متفق عليه"
وفي رواية قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (فلا تُشهدني إذن، فإني لا أشهَد على جَور). "أخرجه مسلم والنسائي"
وكم أخطأ أشخاص كتبوا أموالهم لبعض ورثتهم، فأصبح الحقد والبغض والحسد بين الورثة، وذهبوا للمحاكم، وأضاعوا أموالهم للمحامين، بسبب هذا الخطأ.
٨ - حقوق الجار:
احذر أذى الجار قولاً وفعلًا، فقد حذر الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أذاه فقال:
(والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن: الذي لا يأمَن جارُه بوائقه)
"رواه البخاري"
وقال - صلى الله عليه وسلم -: (مَن كَان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذ جاره). "رواه البخاري"
لا ترم الأوساخ في طريق الناس، ولا سيما أمام جيرانك كقشر الموز، أو البطيخ