المعنى لو أتيتني بما يقارب ملءَ الأرض ذنوبًا ومعاصي، غير أنك مت على التوحيد لغفرتُ لك ذنوبك.
وجاء في حديث آخر:
"مَن مات لا يُشرك بالله شيئًا دخل الجنة، ومَن مات يُشركُ بالله شيئًا دخل النار"[رواه مسلم]
وكُل هذه الأحاديث يتضح منها فضل التوحيد، وأنه عامل لسعادة العبد، وأعظم وسيلة لتكفير ذنوبه، ومحو خطاياه. انتهى.
مِن فوائد التوحيد
إِن التوحيد الخالص إِذا تحقق في حياة فرد أو جماعة، حقق أطيب الثمرات، ومن ثمراته.
١ - تحرير الإِنسان من العبودية، والخضوع لغير الله من أشياء، ومخلوقات لا يَخلقون شيئًا، وهم يُخلَقُون، ولا يملكون لأنفسهم ضرًا ولا نفعًا، ولا يملكون موتًا ولا حياة ولا نشورًا، فالتوحيد تحرير للإِنسان من كل عبودية إِلا لربه الذي خلقه فسوَّاه، تحرير لعقله من الخرافات والأوهام، تحرير لضميره من الخضوع والذل والإستسلام، وتحرير لحياته من تسلط الفراعنة والأرباب والكهنة والمتألِّهين على عبادة الله، ولهذا قاوم زعماء الشرك وطغاة الجاهلية دعوات الأنبياء عامة، ودعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - خاصة، لأنهم كانوا يعلمون معنى "لا إِله إِلا الله" إِعلان عام لتحرير البشر، وإسقاط للجبابرة عن عروشهم الكاذبة، وإعلاء لجباه المؤمنين التي لا تسجد إِلا لله رب العالين.
٢ - تكوين الشخصية المتزنة: فالتوحيد يساعد على تكوين الشخصية المتزنة التي تميزت في الحياة وِجربتها, وتوحدت غايتها، فليس لها إِلا إِله واحد تتجه إِليه