٣ - الجهل بالله تعالى
لقد ذمَّ الله تعالى الجهل وأهله وبين قبح أثره ووخيم عاقبته.
فقال تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}. (المائدة ٥٠)
وقال سبحانه: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}. (الأعراف ١٩٩)
وصف سبحانه عباد الرحمن بقوله تعالى:
{وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}. (الفرقان ٦٣)
وتتحدث السنة المطهرة عن الجهل، فيقول - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالماً اتخذ الناس رؤساء جهالًا، فسُئلوا فأفتَوا بغير عِلم فضلّوا وأضلوا". (رواه البخاري)
قال العلامه ابن القيم -رحمه الله-:
والجهل داء قاتل وشفاؤه ... أمران في التركيب متفقان
نص من القرآن أو من سنة ... وطبيب فذاك العالم الرباني
ولما كان الجهل داءاً دويًّا، ومرضاً مستحكماً قوياً كان دواؤه الذي هو العلم أصعب شيء على النفس وأشقه، وكلما كانت الغاية غالية، اقتضت همة عالية ونفس سامية، لذا أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن حماية الأمة من الضلال والإِضلال إنما هو بالعلم، وقد امتدح الله سبحانه وتعالى العلم وأهله العاملين به وأثنى عليهم بقوله:
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}. (فاطر ٢٨)
وقوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}. (آل عمران ١٨)
فالواجب على كل مسلم أن يتقي الله سبحانه وتعالى ويخشاه في أي مكان وفي أي زمان كما أن عليه أن يخرج من عداد الجاهلين بالله وبأسمائه وصفاته إلى عِداد العالمين به، وبما يجب له سبحانه من إخلاص العبادة. وما يجوز وما يستحيل في حقه سبحانه، وهذا هو التوحيد الذي هو حق الله على العبيد.