للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مغلوباً عليه؛ لم يُلَمْ، وسبَبُه قوةُ الواردِ معَ ضعفِ القلبِ، والقوةُ والتمكُّنُ أفضلُ، كما هو حالُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم والصحابِة، وأمَّا السكونُ؛ قَسْوةً وجفاءً، فهذا مذمومٌ (١).

فَصْلٌ (٢)

القنوتُ مشروعٌ (٣) عندَ النازلةِ في جميعِ الصلواتِ، وفي الفجرِ والمغربِ أوكدُ.

والنازلةُ: هي نازلةُ العدوِّ؛ نحوُ: استنصارِه للمُستضعَفِينَ تحتَ يدِ العدوِّ (٤)، ودعائِه على الذين قتَلوا أصحابَ بئرِ مَعُونةَ (٥).

وأمَّا قنوتُ الإنسانِ للاسترزاقِ؛ فلم يُؤثَرْ عن أحدٍ من السلَفِ، ولا علمْتُ أحدًا ذكَرَه.


(١) ينظر أصل الفتوى من قوله: (وما يحصل عند … ) إلى هنا في مجموع الفتاوى ٢٢/ ٥٢٢، الفتاوى الكبرى ٢/ ٢٨٥.
(٢) ينظر أصل الفتوى في هذا الفصل مجموع الفتاوى ٢٣/ ١٠٤، الفتاوى الكبرى ٢/ ٢٤٥.
(٣) في الأصل: مشرع.
(٤) روى البخاري (٨٠٤)، ومسلم (٦٧٥)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يرفع رأسه يقول: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، يدعو لرجال فيسميهم بأسمائهم، فيقول: اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسِنِيْ يوسف».
(٥) رواه البخاري (٣٠٦٤)، ومسلم (٦٧٧)، من حديث أنس رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>