للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَصْلٌ (١)

الدنيا دارُ تكليفٍ بلا خلافٍ، وكذلك البَرْزخُ وعَرْصةُ القيامةِ، وإنما ينقطعُ التكليفُ بدخولِ دارِ الجزاءِ، وهي الجنةُ أو النارُ؛ كما صرَّحَ بذلك أصحابُنا وغيرُهم.

والامتحانُ في البَرْزخِ لمن لم يكُنْ مكلَّفًا؛ فيهم (٢) قولانِ لأصحابِنا (٣) وغيرِهم، وعلى هذا؛ لا خلافَ في امتحانِهم في العَرْصةِ.

وغيرُ المكلَّفِ قد يُرحَمُ؛ فإن أطفالَ المؤمنينَ معَ آبائِهم في الجنةِ.

فَصْلٌ

والتكليفُ بالأمرِ والنهيِ ثابتٌ بالشرعِ والاتفاقِ، وفي ثبوتِه بالعقلِ اختلافٌ بينَ العلماءِ من أصحابِنا وغيرِهم.

والثوابُ والعقابُ معلومٌ بالسمعِ؛ وهو قولُ كثيرٍ من أصحابِنا والأشعريةِ وغيرِهم، وذهَب طوائفُ إلى أنه يُعلَمُ بالعقلِ.

والصوابُ: أن معرفتَه بالسمعِ واجبةٌ، وأما بالعقلِ فقد يُعرَفُ وقد لا يُعرَفُ، وليست معرفتُه بالعقلِ ممتنعةً، ولا هي واجبةٌ، واللهُ أعلمُ.


(١) ينظر أصل الفتوى لهذا الفصل والذي بعده في: جامع المسائل - المجموعة الثالثة، ص ٢٣٨.
(٢) في الأصل: ففيهم. والمثبت من (ك).
(٣) في الأصل: ولأصحابنا. والمثبت من (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>