للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التي يكفُرُ مَن خالفها ولم يقبَلْها؛ لكن قولَ هؤلاءِ المعتزلةِ وشبههم هو من الشركِ والكفرِ والضلالِ.

فَصْلٌ

ومَن قال: إن عبدَ الرحمنِ بنَ عوفٍ ما يدخُلُ الجنةَ إلا حَبْوًا (١)، ويدخلُها بعدَ الصحابةِ، وذكر أن أبا بكرٍ قال له رسولُ اللهِ ليلةَ الإسراءِ: «رأيتُ ربي بعَيْن رأسي»، وقال لعائشةَ: «رأيتُه بعَيْنَيْ قلبي»، فمَن قال: إن هذه أحاديثُ صحيحةٌ؛ فهو كاذبٌ مُفْتَرٍ باتِّفاقِ أهلِ العلمِ بذلك؛ بل يستحقُّ العقوبةَ البليغةَ؛ فإن القولَ على الرسولِ بغيرِ علمٍ يُوجِبُ التَبَوُّؤَ من النارِ، ومن تعمَّدَ الكذِبَ عليه ففي كفرِه وقتلِه قولانِ؛ ولا نقل أحدٌ أنه قال: «رأيتُ ربي بعَيْنَيْ رأسي»، لا أبو بكرٍ، ولا غيرُه، ولا نقَلَتْ عائشةُ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في ذلك شيئًا؛ بل اجتهدَتْ، فقالت: «مَن قال: إن محمدًا رأى ربَّه؛ فقد أعظَمَ على اللهِ الفِرْيةَ» (٢)، واستدلَّتْ بقولِه: {لا تدركه الأبصار}، وقد ثبَتَ في الصحيحِ عن ابنِ عبَّاسٍ أنه رآه بفؤادِه مرتينِ (٣)، وكذلك قال أبو زرعة، وفي الصحيحِ: «نورٌ أَنَّى أراه» (٤).


(١) رواه أحمد (٢٤٨٤٢)، قال أحمد بن حنبل: (هذا الحديث كذب منكر). ينظر: الموضوعات لابن الجوزي ٢/ ١٣.
(٢) رواه البخاري (٧٣٨٠)، ومسلم (١٧٧)، عن مسروق عنها. واللفظ لمسلم.
(٣) رواه مسلم (١٧٦).
(٤) رواه مسلم (١٧٨)، من حديث أبي ذر رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>