للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والحقُّ ما عليه السَّلَفُ.

وقولُه: «لا يزني الزاني حينَ يزني وهو مؤمنٌ … » (١): إنما سلَبَه كمالَ الإيمان الواجبِ وحقيقتَه التي بها يستحِقُّ الجنةَ، والنجاةَ من النارِ، وكذلك قولُه: «مَن غشَّنَا فليس منا» (٢)، وشبهُه.

وما ورد من نصوصِ الوعيدِ المطلَقةِ كقولِه تعالى: {فسوف نصليه نارا}: فهو مُبيَّنٌ ومُفسَّرٌ بما في الكتابِ والسُّنَّةِ من النصوصِ المبينةِ لذلك، المقيدةِ له.

وكذلك ما ورد من نصوصِ الوَعْدِ المطلَقةِ.

ولذلك بيَّنَ أن الحسناتِ تمحو السيئاتِ، والخطايا تُكفَّرُ بالمصائبِ وغيرِها من العملِ الصالحِ وغيرِه؛ كالدعاءِ له، والصدقةِ عنه، والصيامِ، والحجِّ عنه.

فقولُه: «لا يدخُلُ النارَ مَن في قلبِه مِثْقالُ ذَرَّةٍ من إيمانٍ» (٣)؛ نفى به الدخولَ المُطلَقَ الذي توعَّدَ به القرآنُ توعدًا مطلقًا، وهو دخولُ الخلودِ فيها، وأنه لا يخرُجُ منها بشفاعةٍ ولا غيرِها؛ مثلُ قولِه: {لا يصلاها إلا الأشقى}، وقولِه: {سيدخلون جهنم داخرين}.


(١) رواه البخاري (٢٤٧٥)، ومسلم (٥٧)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٢) رواه مسلم (١٠١)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٣) رواه مسلم (٩١)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>