[اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين ببيت المقدس]
المسجد الأقصى بيت المقدس وجه إليها الرسول صلى الله عليه وسلم ناظره، وفي غزوة مؤتة ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة آلاف مقاتل ليذهبوا إلى مؤتة حيث يعسكر جحافل الروم، وكانوا قد أخذوا الشام ومنها بيت المقدس، وفي مؤتة من أرض الشام سالت دماء زكية لأطهر الصحابة، سالت دماء زيد بن حارثة، وسالت دماء جعفر الطيار الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أشبهت خلقي وخلقي)، وسالت دماء عبد الله بن رواحة.
يقول الشاعر: وفيها دماء الطهر لابن رواحة وفيها قضى زيد العوالي وجعفر وفي السنة التاسعة من الهجرة قاد النبي صلى الله عليه وسلم جيش العسرة ثلاثين ألف مقاتل، حتى وصل إلى تبوك وفرت جحافل الروم، وبعد أن طهر البيت الحرام مما فيه من الأصنام والأوثان، يمم الرسول الله صلى الله عليه وسلم وجهته إلى المسجد الأقصى، فعقد اللواء بيديه لـ أسامة، ليؤدب عساكر الروم وجحافلها، فمنعه مرض الموت من ذلك، وعسكر أسامة هناك، ومات الرسول صلى الله عليه وسلم، فأراد بعض الناس من أبي بكر أن يستعيد هذا الجيش لقتال المرتدين، فقال: والله! لا أفكن لواءً عقده بيده رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي عهد أبي بكر الصديق استطاع المسلمون أن يستنفذوا من براثن الصليبية بعض مدن فلسطين، وأرسل إليهم خالد بن الوليد الذي قال فيه الصديق: والله لأذهبن وساوس الروم بسيف خالد، ولما وصل إلى قنسرين والتقى بالروم قال خالد بن الوليد سيف الله لجحافل الروم: والله! لو كنتم في السحاب لحملنا الله إليكم، أو لأنزلكم إلينا حتى نقاتلكم.
ولما سمع عمر هذه الكلمة فيما بعد قال: يرحم الله أبا بكر، لقد كان أعلم بالرجال مني.