وأما كيفية معرفة أن في قلبه شيئاً من ذلك فلا بد من أن يأتي ببضعة من الأعمال تثبت ذلك، فمثلاً: الخوف لا بد أن يكون عنده ولو ذرة بسيطة في قلبه من الخوف، ونعرف أنه لا يوجد في قلبه ذرة من الخوف أو أنه لا يخاف ربنا أبداً كأن يأتي بالمصحف مثلاً بمزاجه هكذا وهو بكامل عقله وفي كامل قواه غير مكره ثم يطأ عليه، ولو كان في قلبه أدنى ذرة من التعظيم لله لما فعل ذلك؛ لأنه يعلم أن المصحف كلام الله عز وجل.
فلو أتى بالمصحف وقطعه ووضعه تحت رجله بمزاجه هكذا وبدون إكراه أو ضغط عليه أو ضرب أو فقد لعقله أو شرب للخمر، فليس في قلبه أدنى ذرة من التعظيم لله عز وجل، فأصل أعمال القلوب أن يكون عنده أقل ذرة من المحبة لله عز وجل، وأقل ذرة من الخوف من الله عز وجل، وأقل ذرة من التوكل على الله عز وجل، وهذه هي الثلاثة التي ينجو بها العبد عند الله عز وجل، فإن انتفى ذلك تماماً من قلبه لم يكن مسلماً.