للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التعريف بسفيان الثوري]

هو أمير المؤمنين في الحديث، شيخ الإسلام سيدنا سفيان الثوري سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، قال عنه الإمام الذهبي: هو شيخ الإسلام، إمام الحفاظ، سيد العلماء العاملين في زمانه، أبو عبد الله الثوري الكوفي المجتهد مصنف كتاب الجامع، ولد سنة سبع وتسعين هجرية اتفاقاً، وطلب العلم وهو حدث -أي: صغير- بعناية والده المحدث الصادق سعيد بن مسروق الثوري، كان والده من أصحاب الإمام الشعبي ومن ثقات الكوفيين، وعده العلماء من صغار التابعين، روى له الجماعة الستة في دواوينهم، وحدث عنه ولده سفيان الإمام، وعمر ومبارك، وشعبة بن الحجاج، مات سنة ست وعشرين ومائة.

معجم شيوخ سيدنا سفيان قال الذهبي: قالوا: إن عدد شيوخه ستمائة شيخ، كان يجلس إلى بعض شيوخه ستة عشر عاماً، كـ ابن القاسم شيخ علماء المالكية وكبير المصريين، قال: بت على عتبة مالك عشرين سنة، فكلكم على ثغر من ثغور الإسلام، فليخش أحدكم أن يؤتى الإسلام من قبله.

وقد قال الإمام الشافعي: إنما ضيع الناس ثلث العلم لما تركوا الطب لليهود والنصارى.

فهذه مدرسة جامعية في كلية الطب في جامعة الأزهر تقول: أنا أريد أن أتفرغ للدعوة، وهي تشرف على مستشفى بأكمله، فقلت لها: مقامك هذا أكبر دعوة، وتخصصك تخصص نادر؛ كلكم على ثغر من ثغور الإسلام، وكل يدعو إلى الإسلام في موقعه، فالطبيب في موقعه، والمهندس في موقعه، والرجل المتخصص في علم أو في فرع من الفروع الإسلامية في موقعه.

قال ابن القاسم: بت على باب مالك عشرين سنة؛ وذلك حين رحل من مصر، وقعد عشرين سنة على باب مالك، حتى ظنته جارية الإمام مالك مولى له؛ لأنه كان قبل الفجر عند خروج الإمام مالك يسأله سؤالين أو ثلاثة أسئلة، فينتفع بعلم الإمام مالك، وذات ليلة أيقظته الجارية وقالت: إن شيخك يصلي الفجر بوضوء العشاء وبئس العبد أنت تنام ويقوم سيدك؟ فظنته عبداً من عبيد مالك بن أنس؛ لكثرة جلوسه على باب مالك، حتى أتى وفد الحجيج المصريين قال: فدخل شاب براق الثنايا جميل المطلع فذهب إلى الإمام مالك وقال: أنت ابن القاسم؟ قال: لا، وأشار إلى ابن القاسم، فقال الإمام ابن القاسم: فقمت إليه فاعتنقته فشممت منه رائحة الولد ثم لازم الإمام مالك يطلب العلم، وكان قد خير ابنة عمه في أن يطلقها، فقالت: بل أمكث وأصبر على هذا.