نبي الله إبراهيم يرفع بيت الرحمن ويقول:{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[البقرة:١٢٧].
وكان وهيب بن الورد إذا قرأ هذه الآية يقول: وأنت يا خليل الرحمن وأنت ترفع بيت الرحمن تقول: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم! والخليل الثاني الذي ننتسب إليه رسولنا وحبيبنا وعظيمنا، رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل صحت نسبتنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل هاجرنا إلى الله عز وجل، وإلى رسوله اتباعاً وتمسكاً بهديه واقتفاءً لأثره؟ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك)، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لـ عمر:(أمتهوكون أنتم بعدي يا عمر؟ أمتحيرون أنتم بعدي يا عمر؟! والله لقد جئتكم بها بيضاء نقية، والله لو كان موسى بن عمران حياً ما وسعه إلا اتباعي).
نسينا في ودادك كل غال فأنت الآن أغلى ما لدينا نلام على محبتكم ويكفي لنا شرف نلام وما علينا ولما نلقكم لكن شوقاً يذكرنا فكيف إذا التقينا تسلى الناس بالدنيا وإنا لعمر الله بعدك ما سلينا هذا هو الدين الذي يجمعنا، والآصرة التي تجمعنا آصرة العقيدة.
إن يختلف ماء الغمام فماؤنا عذب تحدر من غمام واحد أو يختلف نسب يؤلف بيننا دين أقمناه مقام الوالد فهل أقمنا الدين مقام الوالد؟!! سلوا كل صقع في الأرض، سلوا كل مشرد وكل أقلية مسلمة تذبح، سلوا البطون التي تبقر، سلوا اليتامى في فجاج الأرض، سلوا الدماء التي تباع رخيصة؟ سيكون جوابها: يا من تنهش في أحشائي يا من مني يا من جزءاً من أجزائي يا من تبدو للجهال كأنك دائي إني أعلم أنك حتماً فيك شفائي قل لي: هل يأتيك ندائي؟ إنك مني أنت كأني لست أرائي أنت كأني حين شقائي حين جهلت طريق إلهي من عند الألف إلى الياء حين تصورت الدنيا حسي وغذائي وكسائي لكنك دوماً تطعنني من خلفي وفي كعب حذائي حين أراك تقوم بهذا يغرقني خجلي وحيائي ووشاة القوم إذا بانوا تصل الطعنة في أحشائي قل لي: هل يأتيك ندائي؟ ابغ العزة عند إلهك ليس العز دمي وبكائي وغداً من قواك يميتك إن أنت أهملت ندائي