السبب الثامن: مباعدة كل سبب يحول بينك وبين الله عز وجل، وقطع جميع العلائق والعوائق: أيُّ شيء يقطعك عن الله عز وجل فاقطعه، وكذلك أي شخص يضيع عليك وقتك وعمرك.
احذر الفوت في هذه الدنيا وضياع الوقت، فإن الفوت أشد من الموت، فإن الموت يقطعك عن الدنيا وأهلها، أما الفوت فإنه يقطعك عن الله والدار الآخرة؛ ولذلك جاء أناس إلى معروف الكرخي فأطالوا عنده الجلوس، فقال: إن ملك الشمس يسوقها فما تريدون القيام؟ وكان داود الطائي يسف خبزه سفاً ويقول: بين السف والمضغ خمسون تسبيحة.
قاطع الطريق من الدنيا يقطع جيبك، أما قاطع الطريق إلى الله عز وجل وإلى الدار الآخرة فإنه يقطع ما بينك وبين الله عز وجل، فإياك وأهل الغفلات! اصحب من يحملك في سيرك إلى الله عز وجل، لا من تحمله، كما يقول العلامة ابن القيم: ولا تتخذ في السير رفقة قاعد ودعه فإن الشوق يكفيك حاملا