[من أقوال العلماء في الكلام وبيان رجوع بعض علماء الكلام إلى الحق]
قال الإمام أحمد عن علم الكلام: لا يفلح صاحب كلام أبداً، علماء الكلام زنادقة.
وقال الإمام الأوزاعي: إذا أراد الله بقوم شراً ألزمهم الجدل ومنعهم من العمل.
ولقد رجع طوائف من علماء الكلام إلى عقيدة أهل السنة والجماعة، فلقد قال الرازي وهو من الأشاعرة: نهاية إقدام العقول عقال وغاية سعي العالمين ضلال ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا وأرواحنا في وحشة من جسومنا وحاصل دنيانا أذىً ووبال وقال الطوغاني: سمعت فخر الدين الرازي يقول: يا ليتني لم أشتغل بعلم الكلام، وبكى.
وقال أبو المعالي الجويني وهو من علماء الأشاعرة: لقد بلوت أهل الإسلام وعرفت علومهم، وركبت البحر الخضم وخضت في الذي نهوني عنه، وكل ذلك في طلب الحق وهرباً من التقليد، والآن رجعت عن الكل إلى كلمة الحق، فعليكم بدين العجائز، فإن لم يدركني الحق بلطيف بره فأموت على دين العجائز، ويختم عاقبة أمري عند الرحيل بكلمة الإخلاص فالويل لـ ابن الجويني.
وكان يقول لأصحابه: يا أصحابنا! لا تشتغلوا بعلم الكلام، فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي ما بلغ بي ما اشتغلت به.
فعلم الكلام جعل المعتزلة تكفر هذه الأمة، بل وتجيز الخروج بالسيف على هذه الأمة.