للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر خطيب أهل الجنة وتلذذهم برؤية وجه الله الكريم]

وأهل النار خطيبهم الشيطان، أما أهل الجنة فخطيبهم داود عليه السلام، يقول الله تبارك وتعالى لداود: (يا داود! مجدني كما كنت تمجدني في الدنيا)، إن نبي الله داود كان يسبح الله في الدنيا وتسبح الجبال معه والطير، أما في الجنة فإن نبي الله داود ينصب له منبر من لؤلؤ أو من نور، فإذا تلا داود القرآن أنسى أهل الجنة نعيم الجنان، فكيف إذا سمعوه من الملك العلام؟ وإنك حين تستمع للمنشاوي وهو يرتل فإنك تنسى نفسك، فكيف إذا سمعوه من داود عليه السلام؟ وكيف إذا سمعوه من الملك العلام؟ وهناك في الجنة يوم يشبه يوم الجمعة من أيام الدنيا يزورون فيه الله عز وجل، يأتي الملك فيقول: يا ولي الله! إن ربك يستأذنك في زيارتك، فيسيرون إليه، منهم من يجلس على كثبان اللؤلؤ، ومنهم من يجلس على كثبان المسك، ومنهم من يجلس على منابر من نور أمام عرش الرحمن، فيقول لهم الله عز وجل: (يا عبادي! ألكم حاجة؟ يقولون: كيف يا رب! ألم تبيض وجوهنا، وتثقل موازيننا، وتغفر ذنوبنا، وتدخلنا الجنة؟ فيقول لهم الله عز وجل: اليوم أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبداً، فترفع الحجب فينظرون إلى مولاهم وينظر مولاهم إليهم، فما أعطي أهل الجنة شيئاً ألذ من النظر إلى وجه الله الكريم).

فحي على جنات عدن فإنها منازلك الأولى وفيها المخيم ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود إلى أوطاننا ونسلم وحي على روضاتها ورياضها وحي على عيش بها لا يسأم فلله أبصار ترى الله جهرة فلا الحزن يغشاها ولا هي تسأم فيا مسرعين السير بالله ربكم قفوا بي على تلك الربوع وسلموا وقولوا: محب قاده الشوق نحوكم قضى عمره فيكم تعيشوا وتسلموا أحبتنا عطفاً علينا فإننا بنا ظمأ والمورد العذب أنتم وحبكم أصل الهدى ومداره عليه وفوز للمحب ومغنم وتفنى عظام الصب بعد مماته وأشواق وقف عليه محرم