ونختم بما بكى به الشاعر القدس قال: أعيني لا ترقي من العبرات وصلي البكا الآصال بالبكرات لعل سيول الدمع يطفئ فيضها توقد ما في القيد من جمرات ويا قلب أسعر نار وجدك كلما خبت بادكار يبعث الحسرات ويا فم بح بالشجو منك لعله يروح ما ألقى من الكربات على المسجد الأقصى الذي جل قدره على موطن الإخبات والصلوات على خير الأملاك والوحي والهدى على مسكن الأبدال والبدلات على سلم المعراج والصخرة التي أناست بما في الأرض من صخرات على القبلة الأولى التي اتجهت لها صلاة البرايا في اختلاف جهات على خبر معمور وأكرم عامر وأشرف مبني لخير بناة وما زال فيه للنبيين معبد يوالون في أرجائه السجدات عسى المسجد الأقصى المبارك حوله رفيع العماد العالي الشرفات عسى بعد ما قد كان للخير موسماً وللبر والإحسان والقربات يوافي إليه كل أشعث قانت لمولاه بر دائم الخلوات خلا من صلاة لا يمل مقيمها توشح بالآيات والسورات خلا من حنين التائبين وحزنهم فما بين نواح وبين بكاة لتبك على القدس البلاد بأسرها وتعلن بالأحزان والترحات لتبك عليها مكة فهي أختها وتشكو التي لاقت إلى عرفات لتبك على ما حل بالقدس طيبة وتشرحه في أكرم الحجرات فمن لي بنواح ينحن على الذي شجاني بأصوات لهن شجاة يرددن بيتاً للخزاعي قاله يؤذن فيه خيرة الخيرات مدارس آيات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات