أما عن قبح وبشاعة أهل النار -أجارنا الله منها- فإن الفضيل بن عياض في موعظته للرشيد كان يقول: يا مليح الوجه حذار من نار الله عز وجل، حذار من نار الله عز وجل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ضرس الكافر في النار مثل جبل أحد، وبعد ما بين منكبيه مسيرة ثلاثة أيام، وغلظ جلده مسيرة ثلاثة أيام).
ونحن أطباء أمراض الدنيا نقول: عندنا في الطب أن الجلد هو مركز الإحساس الأول في الجسم، وتنتهي فيه كل أطراف الأعصاب، فإذا زادت درجة الحرارة على أطراف الأعصاب تتلف هذه الأعصاب، فلا يحس الإنسان لا بحرارة ولا ببرودة، ولذا يقول الله عز وجل:{كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ}[النساء:٥٦]، وكلما سمك الجلد أحس الإنسان بألم العذاب أكثر، {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا}[النبأ:٣٠].
وفي حديث صحيح صححه الشيخ الألباني قال صلى الله عليه وسلم:(مقعد الكافر من النار ما بين مكة والمدينة، وعضده مثل البيضاء، وفخذه مثل الورقاء) وهي جبال في الجزيرة العربية.
قال ابن عباس: ما بين شحمة أذن أحدهم وعاتقه مسيرة أربعين خريفاً، وأودية قيح ودم قيل: أنهار؟ قال: لا، بل أودية.
وقال عمرو بن ميمون الأودي يسمع لصوت الدود ما بين جلد الكافر وما بين عظمه جلبة كجلبة الوحش.
قال أبو هريرة: شفاههم على صدورهم، مقبوحون مرذولون، تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون ككلوح الرأس النضيج.