يكفي في دار الدنيا النطق بالشهادتين حتى يكون الشخص ملسماً، وبعض الناس اليوم يقول: لا يستطيع أحد أن يحكم بالكفر على أحد، وكيف يستقيم هذا الكلام والعلماء قد كتبوا كتباً كثيرة في الردة، وكتب المذاهب الأربعة والكتب الفقهية مملوءة بالكلام عن الردة، وكذلك كتب السنة مملوءة بأحكام الردة، فإذا عمل أحد شيئاً كفرياً قلنا له: هذا كفر، فنأخذه إلى القاضي الشرعي حتى يقيم عليه الحجة ويقول له: ارجع، فلا تكون العملية سائبة، فلا يقول أحد: لا يوجد أحد يقدر أن يحكم بالكفر على أحد، ولا يملك التكفير إلا الله عز وجل، ومن الذي قال هذا الكلام من العلماء؟! قال حذيفة بن اليمان: كان النفاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما اليوم فإما الإسلام وإما السيف.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم ربنا أطلعه على أسماء المنافقين، والرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يقتل أحداً من أصحابه؛ خشية أن يقول الناس: إن محمداً يقتل أصحابه، وأما الآن فقد انتهى النفاق، فكل من أظهر طعناً واضحاً جلياً في دين الله قلنا له: لست جاهلاً وإنما تريد طعناً في دين الله عز وجل، فتعال إلى العلماء، ليقيموا عليك الحجة وإلا حكموا عليك بالردة.