قال أبو بكر بن أبي شيبة: لا يقال لـ أحمد بن حنبل: من أين قلت؟ لأنه نهر جار، ولا يقال له: أين دليلك، ودليله على ذلك السمع.
قال ابن نمير: كنا عند وكيع بن الجراح فجاءه جماعة من أصحاب الإمام أبي حنيفة، فقالوا: هل هنا رجل بغدادي؟ يقصدون الإمام أحمد، فلم يعرفه وكيع، فبينما وكيع جالس إذ طلع أحمد بن حنبل فقالوا: هو هذا! قال: هاهنا يا أبا عبد الله، فجعلوا يذكرون عن أبي عبد الله الذي ينكرون، هذا يقول: كذا! وهذا يقول: كذا! وهذا جعل أبو عبد الله يحتج بالأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا لـ وكيع: بحضرتك.
فقال: رجل يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فماذا أقول له؟ ثم قال وكيع: ليس القول إلا ما قلت يا أبا عبد الله! فقال القوم لـ وكيع: خدعك والله البغدادي.
وقال عالم: وضع أحمد بن حنبل عندي نفقته فقلت له: يا أبا عبد الله! بلغني أنك ذو حسب ونسب، فقال: يا أبا النعمان! نحن قوم مساكين.
وقال أبو زرعة الرازي لـ عبد الله بن الإمام أحمد: كان أبوك يحفظ ألف ألف حديث -مليون حديث- قال الذهبي: هذه حكاية صحيحة تدل على سعة علم الإمام أحمد وكانوا يعدون له الأحاديث المقررة والآثار عن الصحابة وفتاوى التابعين وتفسيراتهم، كل هذا كان يحفظه الإمام أحمد، فقد بلغ ما يحفظه من الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والأحاديث الموقوفة عن الصحابة والمقطوعة وفتاوى التابعين ألف ألف حديث، وفي عصرنا هذا الذي يحفظ رياض الصالحين يقولون عنه: شيخ!