[ذكر ما حصل من خلع الخليفة المهدي الخاتم لسفيان الثوري]
لما استخلف الخليفة المهدي العباسي بعث إلى سفيان، فلما دخل عليه خلع عليه خاتمه على الرسائل فرمى به إليه وقال له: يا أبا عبد الله! هذا خاتمي فاعمل في هذه الأمة بالكتاب والسنة، فأخذ الخاتم بيده وقال: تأذن لي في الكلام يا أمير المؤمنين؟ فقال الراوي عن عطاء: قلت لـ عطاء: هل قال له: يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم.
قال: أتكلم على أني آمن؟ قال: نعم، قال: لا تبعث إلي أحداً من أعوانك حتى آتيك، ولا تعطني حتى أسألك، فغضب المهدي وهم به، فقال له كاتبه: ألست قد أمنته؟ قال: بلى، فلما خرج حف أصحاب الثوري به فقالوا: ما منعك وقد أمرك أن تعمل في الأمة بالكتاب والسنة، فاستصغر عقولهم وفر هارباً؛ لأنه رأى المهدي وقد أحيط ببطانة السوء فلن يأمنهم ولن يجد فائدة من ذلك، ولذلك كان سيدنا سفيان يضرب به المثل في البعد عن أصحاب الجاه والمنزلة والرئاسة وعن الحكام.