ومن خصائص هذه الأمة أيضاً: أن الله ستر أعمالها، سواء كانت الأعمال مقبولة أم مردودة عليها، بل المقبول يبارك الله عز وجل فيه، ويجعل له الثناء الحسن بين الناس.
من رحمة الله عز وجل أن هناك ناساً أعفن من العفونة بكثير، يمشون وسط الناس ولا يدري الناس لحالهم، يسترهم الله عز وجل، كما يقول محمد بن واسع: لو كان للذنوب رائحة ما استطاع أحد أن يجالسني من نتن رائحتي، هذا محمد بن واسع زين القراء: كم عدو حط منك بالذم فرقاك كم أعطش من شراب الأماني خلقاً وسقاك ستر الله عليك من القبيح من قبيح أعمالك ما لو فاح لضجت المشام.
وهذا من رحمة الله عز وجل أن سترها عليك في الدنيا، وقد يسترها عليك في الآخرة، يقول:(سترتها عليك في الدنيا، وأنا اليوم أسترها عليك في الآخرة).
أما الأمم التي كانت قبلنا فقال شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام: إن الله ستر على من يتقبل عمله من أمته، وكان من قبلهم يقربون القرابين.
كان الرجل إذا أراد أن يعلم هل تقبل الله منه هذا العمل أم لا، يقرب قرباناً بين يدي عمله، فتأكل النار ما تقبل منه، وتدع ما لم يتقبل فلا تأكله ولا تقربه، فيصبح الرجل مفضوحاً بين الناس.
يعني: كان الرجل إذا أراد أن يعرف صلاحه من فساده، يقدم القرابين لله عز وجل، فإذا نزلت نار وأكلتها علم أن هذا العمل قد تقبل منه، قال الله عز وجل:{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}[المائدة:٢٧].
وحسن الشيخ الألباني تفسير ابن عباس وقال: إن له حكم الرفع.