ولو لم يكن أحد يملك تكفير أحد فلماذا العلماء كفر العلماء الحلاج وحكموا عليه بالقتل، وهل هؤلاء العلماء كانوا ظالمين له؟ ماكنول المستشرق الأجنبي جلس أربعين سنة ينخر في فكر الحلاج؛ فقد كان عنده بلايا وزندقة واضحة كما ذكر ذلك العلامة ابن كثير، ولسنا نحن من يقول هذا الكلام، بل قاله ابن كثير، وقد كان عالماً وسيداً من سادات العلماء، فقال في المجلد الثالث عشر من (البداية والنهاية): إن الحلاج كان يقول: ألا أبلغ أحبائي بأني ركبت البحر وانكسر السفينة على دين الصليب يكون موتي فلا البطحا أريد ولا المدينة وقال: إن الرجل يسقط عنه صوم رمضان بصيام ثلاثة أيام، ثم يصوم اليوم الرابع ويفطر على ورق الشجر -أي: مثل الجواميس والعجول- فيسقط عنه فرض الصوم.
ويقول عن الحج: إن الرجل يأتي إلى حجرة مطيبة من بيته ويطوف حولها ويفعل عندها ما يفعل حول الكعبة، ويطعم ثلاثين مسكيناً بيده، ويعطي كلاً منهم ٧ دراهم، وبهذا يسقط عنه فرض الحج.
وبهذا يرتاح الناس جداً؛ لأن كل واحد منهم عنده اليوم غرفة فيها موكيت نظيف تمام النظافة، فيطوف حولها، فيسقط عنه فرض الحج.
وأما القرآن فيقول عنه الحلاج لتلميذه: أستطيع أن أؤلف مثله.
وهذا ليس كلامي وإنما هو كلام ابن كثير، وكل من يظهر طعناً واضحاً جلياً في دين الله عز وجل فهو زنديق.
وحكم الزنديق في الإسلام إذا كان أمر زندقته مشهوراً أنه لا تقبل له توبة ويقتل درءاً للفتنة.
والحدود لا يقيمها إلا الوالي أو الحاكم الشرعي؛ حتى لا تحدث الفتن.