[ذكر بعض انتصارات المسلمين في شهر رمضان المبارك]
يا إخوتاه! هذا الشهر رفع الله فيه أهل السنة والجماعة برفعته لإمامهم، لما ابتلي الإمام أحمد في العشر الأواخر من رمضان وصبر خرج من المحنة ذهباً أحمر خالصاً، فقالوا لـ بشر: ألا تقوم لترى ما فيه أحمد؟ فيقول بشر: حفظ الله أحمد من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن يساره، أتريدون مني أن أقوم مقام الأنبياء وورثة الأنبياء! ولذلك فإن الإمام أحمد يقول: الحمد لله الذي ربى بشراً بما صنعنا، فسياط على ظهر ابن حنبل صار بها إمام أهل السنة والجماعة.
وقد سمع الإمام أحمد إلى مقولة رجل، وذلك حين قال للإمام أحمد: إن هو إلا سوط واحد ثم لا تدري أين يقع الباقي، ثم قال الرجل: يا أحمد! اصبر لأمر الله، فإن يقتلك الحق يقتلك شهيداً، وإن تعش تعش حميداً مجيداً، وصار إمام أهل السنة.
في هذا الشهر أيضاً في السابع والعشرين من شهر رمضان أراح الله المسلمين من الحجاج الثقفي المبير، وقتل أيضاً في سنة ثلاثة وستين في هذا الشهر المختار بن عبيد الثقفي الكذاب، فأراح الله الأمة منه.
قال صلى الله عليه وسلم: (يخرج من ثقيف كذاب ومبير)، أما الكذاب فهو المختار الذي ادعى أن جبريل كان ينزل عليه، وأما المبير -المهلك- فهو الحجاج.
وقال عمر بن عبد العزيز: لو تخابثت الأمة فأتت كل أمة بخبيثها وجئنا بـ الحجاج لفقناهم.
فكيف لو رأى ما يسع الناس في القرن العشرين؟!! والحسن البصري لما بلغه موت الحجاج سجد لله تبارك وتعالى.
وكان هناك آلاف من الناس في سجون الحجاج وأراح الله الأمة منه، كذلك أراح الله الأمة من الخرمي صاحب الإباحية، وأراح الله الأمة من المختار بن عبيد الثقفي الذي كان يقول: إن جبريل ينزل عليه، فقتله مصعب بن الزبير بن العوام.
فهذا الشهر يا إخوتاه! شهر الانتصارات، فأين نحن من الانتصارات؟ رسولكم صلى الله عليه وسلم كان يقول: (لصوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل).
ونحن نقول: لنعل أبي طلحة ولقلامة ظفر أبي طلحة خير من ملء الأرض من أمثالنا.
فهؤلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين اشتاقوا إلى الجنة.
هذا عمير بن الحمام يقول: إنها لحياة طويلة إذاً أنا مكثت في الدنيا حتى آكل تمراتي هذه فأين نحن من أيام المسلمين؟! أين نحن من عين جالوت؟! كسرنا قوس حمزة عن جهالة وحطمنا بلا وعي نباله وأضحت أمة الإسلام حيرى وصار رعاتها في شر حالة فلا الصديق يرعاها بحزم ولا الفاروق يورثها فعاله ولا عثمان يمنحها عطاء ويرخص في سبيل الله ماله ولا سيف صقيل من علي يسيرنا إلى عذب زلاله ولا القعقاع يهتف بالسرايا فتخشى ساحة الهيجا نزاله سرى صوت المؤذن في سمانا وقد فقدت مآذننا بلاله ولا حطين يبعثها صلاح طوى الجبناء في خور هلاله اللهم أنعم علينا بالشهادة، اللهم أنعم علينا بالشهادة، اللهم أنعم علينا بالشهادة.
اللهم لا تجعلنا أهون شيء عليك.
اللهم لا تجعل حظنا من ديننا لفظنا.
اللهم متعنا برمضان، اللهم متعنا برمضان، اللهم متعنا برمضان، وارزقنا الخير بعده، وارزقنا حسن العمر بعده، وطول العمر بعده.
رب اجعلنا لك ذكارين، لك شكارين، إليك أواهين مخبتين منيبين، تقبل توبتنا، واسلل سخائم صدورنا، بك نستنصر فانصرنا، وعليك نتوكل فلا تكلنا، وإياك نسأل فلا تحرمنا، وببابك نقف فلا تطردنا.
اللهم جد بالعتق علينا وعلى إخواننا، اللهم جد بالعتق علينا وعلى إخواننا، اللهم جد بالعتق علينا وعلى إخواننا.
اللهم انصر المسلمين في كل مكان.
اللهم فرج الكرب عنهم، اللهم فرج الكرب عنهم في البوسنة، اللهم فرج عنهم وعن كل مستضعف في كل مكان.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
وصل اللهم وسلم على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.