إن جنة عدن كما قال سيدنا عبد الله بن عمر في الصحيح الموقوف عليه وله حكم الرفع:(رحم الله أقواماً علموا أن الرحمن غرس الجنة بيده، فقدروا قطع الغرس، إنما خلقنا لنحيا مع الخالق، دار غرس غراسها الرحمن بيده، حصباؤها المسك، وترابها الزعفران، ولبناتها الفضة والذهب، وجيرانها أنبياء الله، وزوارها ملائكة الرحمن، الطوافون عليهم فيها الولدان المخلدون، سقفها نور عرش الرحمن).
فنعيم الجنة نعيم يتكلم، وأما عن أرض الجنة فتصور لو أن رجلاً فرش بيته بالحصير، ثم أراد أن يفرشه بالموكيت أو بالسجاجيد ربما يوهم عائلته أنه قد غير الحصير بالسجاد، فما ظنك بدار أرضها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:(أرض الجنة مسك خالص) فبالله عليك خبرني كيف يمشي الإنسان على المسك! وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (تربتها الزعفران).
وقال ابن عباس: أرض الجنة من مرمرة بيضاء من فضة كأنها المرآة، فضة ليست مصمتة كفضة الدنيا، وإنما فضة هي في صفاء الزجاج.
وأرض الجنة مسك خالص، هذه الأرض التي يمشي ويسير عليها أولياء الله عز وجل.