للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[واقع مرير دواؤه الصبر]

الصبر على قلة الناصح وانتشار الباطل الصبر حين أن ترى الشر منتشراً والخير ثاوياً، لا شعاع في الأفق ولا معلم في الطريق الصبر على انتشار الباطل، من منا لا يرى دولة عربية أذلها تلميذ ميشيل عفلق وفعل بعلماء السنة ما فعل، وليس هذا وقت الشماتة بهذا الرجل، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما اختلج عرق إلا بذنب وما يدفع الله أكثر)، أي: لا يصيبك ألم إلا بذنب.

ولكن المصيبة تأتي على الصبيان والأطفال والنساء والشيوخ الذين لا حول لهم ولا قوة، وهو ببطشه وجبروته ناج في قصوره حتى نزار قباني وهو من هو يقول: يا شام أين هما عينا معاوية وأين من زاحموا بالمنكب الشهبا فقبر خالد في حمص نلامسه فيرجف القبر من زواره غضبا فهذا حاكم طليطلة بعدما مات أمير الجماعة في الأندلس جلس على قبره وقال للقاضي المسلم وزوجته تسمع: أما ترى أني استوليت على ملك المسلمين وجلست على قبر ملكهم؟ فقال: هدئ من صوتك فوالله لو تنفس صاحب هذا القبر وأنت فوقه ما سمع منك هذا الكلام.

فقالت له زوجته: صدق والله.

فقبر خالد في حمص نلامسه فيرجف القبر من زواره غضبا يا ابن الوليد ألا سيف نؤجره فكل أسيافنا قد أصبحت خشبا سقوا فلسطين أحلاماً ملونة وأودعوها سخيف القول والخطبا وطالعوا كتب التاريخ واقتنعوا متى البنادق كانت تسكن الكتبا سقوا فلسطين أحلاماً ملونة وخلفوها وباسوا كف من ضربا فرب حي تراب القبر مسكنه ورب ميت على أقدامه انتصبا وها هي العراق التي أنجبت نور الدين محمود زنكي وصلاح الدين الأيوبي وهو من أكراد العراق، ودولة الرشيد ودولة المعتصم: رب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه الصبايا اليتم لامست أسماعنا لكنها لم تلامس نخوة المعتصم الكثير منا عندما يتحدث عن الرشيد يقول: إنه كان صاحب ألف ليلة وليلة: وينسون أن هذا الخليفة المفترى عليه كان يحج عاماً ويغزو عاماً، ولما كتب إليه نقفور ملك الروم ما كتب، قال: غرك ضعف الملكة السابقة فإن وصلك كتابي هذا فابعث إلي ما أخذته من الملكة وابعث إلي الجزية، فأخذ هارون الرشيد الكتاب وكتب على ظهره: من هارون ملك العرب: إلى نقفور كلب الروم أما بعد: يا ابن الكافرة! فالجواب ما ترى لا ما تسمع.

أسأل الله عز وجل أن ينجي العراق بأبطاله ومسلميه بشيوخه وشبابه ونسائه؛ علهم أن يتوبوا إلى الله عز وجل (والله لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مسلم بغير حق)، فكيف وأكثر من ثلاثة أرباع مليون طفل ماتوا بسبب أنهم لا يجدون طعاماً يأكلونه ولا يجدون شراباً يسد ظمأهم، والعجيب أن أناساً يموتون من التخمة وأطفال يموتون جوعاً ولا يجدون حتى اللبن.

فنسأل الله عز وجل ألا يعاملهم بعدله وإنما يعاملهم بفضله.