وقال تعالى:{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}[البقرة:٣] والغيب كما قال العلماء هو: كل ما غاب عن العباد وأخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم، ويدخل في ذلك الإيمان بالله عز وجل، والإيمان بالملائكة، وبالكتب المتقدمة، وبالرسل المتقدمين، وباليوم الآخر، وبالجنة وبالنار، وبلقاء الله عز وجل، وبكل ما ذكر القرآن من الغيوب.
ومن الإيمان بالملائكة ألا تصفها بأن لونها ذهبي؛ لأن هذا فيه استهزاء بالملائكة، وكذلك لا تقل: طعام الملائكة، أو أكل الملائكة، أو هذا يأكل مع الملائكة، وبعض العبارات التي تخرج من الناس وهم لا يشعرون بها توقعهم في سخط الله عز وجل، وهم يقولونها جهلاً منهم بدينهم.
والغيب كل ما غاب عنا، فالله عز وجل غيب، والإيمان بالقدر غيب؛ لأن قدر الله عز وجل غائب عنا.
ومن الإيمان بالغيب الإيمان باللوح المحفوظ، والإيمان بالحور العين، وبما ذكر الله عز وجل في الجنة، وبما ذكر في النار، وبعض العلماء يقولون: ومن الإيمان بالغيب: الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأننا آمنا به ولم نره.
قال العلامة ابن عطية رحمه الله في كتابه (المحرر الوجيز): وهذه الأقوال كلها لا تتعارض في معنى الغيب، بل يقع الغيب على جميعها.
فالغيب في اللغة: ما غاب عنك من الأمر.
وبعض العلماء قالوا في قوله تعالى:{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}[البقرة:٣]: يؤمنون به حال غيبهم، يعني: يؤمنون به باطناً كما يؤمنون به ظاهراً، فيؤمنون بقلوبهم كما يؤمنون بألسنتهم، وبهذا يفارقون أهل النفاق الذين يؤمنون بألسنتهم وينافقون بقلوبهم.