إن أعداء الله لا يبغضون منا إلا الإسلام، فإذا تركنا ديننا كنا أحباء خلصاً لهم، فهم لا يبغضون إلا دين الله عز وجل الذي أسلم له من في السماوات ومن في الأرض، ونحن نوقن أن هذا الإسلام عزنا وشعارنا وفخرنا.
قالها أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب لـ أبي عبيدة رضي الله عنهما حين قال له أبو عبيدة وهو يفد ليستلم مفاتيح القدس: لو أصلحت من شأنك يا أمير المؤمنين؛ فإنك تلقى وجهاء الناس وكبراءهم؟ فضرب في صدره وقال: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة! نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله.
فليس الأمر هاهنا، وإنما الأمر هاهنا:((وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ)).
يقول أبو حازم الأعرج: قد رضينا من أحدكم أن يحافظ على دينه كما يحافظ على نعله، حينما يتسع خرق النعل تصلحه.
ونحن: نرقع دنيانا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع فلابد أن نعلم أنه إذا ضاع الإسلام ضاع كل شيء، تضيع الأعراض وتغتصب النساء، وتسفك الدماء، وتنتهب الأموال، وتسلب الأراضي وغيرها، والواقع خير شاهد، فحلف الناتو عند غزو الصرب لكوسوفو لم يعمل شيئاً للمسلمين، وإنما ضرب بعض المواقع تاركاً جنود الصرب يذبحون المسلمين، وكأنها مؤامرة الكل يتفقون عليها.
لقد دك الصرب الناس دكاً، فماذا فعل حلف الناتو؟ لا شيء، فرغم أن عندهم جيوشاً برية وبحرية وجوية، لكن ليس عندهم استعداد أن يقتل قتيل واحد فقط من أجل مسلم، ونحن عندنا قلامة ظفر أصغر طفل من البوسنة أو من ألبانيا أو من كوسوفو برقاب كل الكافرين الذين على وجه الأرض.