[بيان انحرافات جمال الدين الأفغاني]
ومدرسة الاعتزال الجديدة أو أفراخ المعتزلة الجدد دمروا الأمة أيضاً، وهم يحملون أسماء رنانة، وفي الزوايا خبايا.
فـ جمال الدين الأفغاني شيخ المدرسة العقلية في العصر الحديث هو جمال الدين بن صفدر الأفغاني، وصفدر من ألقاب الإمام علي عند الشيعة، فقد كان أبوه إيرانياً تزوج بامرأة من الأفغان، فولدت له جمال الدين الأفغاني.
ومن المآخذ التي أخذها أهل العلم على جمال الدين الأفغاني الشيعي: أنه كان من الرافضة، وعندما أتى في تفسيره إلى الربا المحرم في قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً} [آل عمران:١٣٠] قال بجواز الربا المعقول الذي لا يثقل كاهل المديون ولا يتجاوز في برهة من الزمن رأس المال، فهذا الربا لو كان خفيفاً وفوائده خفيفة معقولة فلا مانع منه، وهو جائز عند جمال الدين الأفغاني.
وأما الطوام في هذا الرجل فقد كان زعيماً من زعماء الماسونية، ففي ٢٢ ربيع الثاني سنة (١٢٩٢ هـ) كتب جمال الدين الأفغاني طلباً للانضمام إلى المحفل الماسوني، وهذا نص الطلب: يقول مدرس العلوم الفلسفية بمصر المحروسة جمال الدين الكابولي الذي مضى من عمره ٣٧ سنة: بأني أرجو من إخوان الصفا، وأستدعي من خلان الوفاء -أعني: أرباب المجمع المقدس الماسون الذي هو عن الزلل والخلل مصون- أن يمنوا علي ويفضلوا إلي بقبولي في ذلك المجمع المطهر، وبإدخالي في سلك المنخرطين في هذا المنتدى المفتخر.
ولكم الفضل.
فهو يستجدي منهم أنه يدخل المجمع الماسوني، وقد دخله، وتم اختياره بعد ثلاث سنوات رئيساً للوب كوكب الشرق، وهو محل من المحافل الماسونية التي كانت موجودة في مصر، ودعوه في ٧ يناير ١٨٧٨م لاستلام القادوم بعد إتمامه، وأن يأتي بلبس الماسون.
وهذا الرجل إذا أردنا أن ندينه من فمه فنقول فيه مثل ما قاله الشيخ الدكتور محمد محمد حسين: إن هذا الرجل كان يثير النعرات القومية عند المصريين فيقول: تناوبتكم أيدي الرعاة واليونان والرومان والفرس والعرب والأكراد والمماليك والفرنسيس، وكلهم يشقون جيوبكم.
يعني: يتكلم ويقول: تناوبتكم أيدي العرب، فأدخل المسلمين أيضاً من ضمن الغزاة الفاتحين أصحاب الظلم والظالمين، هكذا كان كلامه على الفتح الإسلامي.
ثم يقول: انظروا أهرام مصر وهياكل رمسيس وآثار طيبة ومشاهد تيوة وحصون دمياط شاهدة بمنعة آبائكم وعزة أجدادكم.
وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح هذا ما يقوله هذا الرجل.
ومع أنه كان ينعي على عباد القبور إلا أنه كان إذا وجد وسط القبوريين فإنه يتكلم كما يتكلم المتصوفة القبوريين.
وقد كان يميل إلى أسلوب الاغتيال وإلى تدبير الاغتيالات السرية حتى في وجوده في إيران.
ومما يؤخذ أيضاً على هذا الرجل: اختلاطه الكثير باليهود والنصارى، وكان يحيط نفسه بخليط كبير من اليهود والنصارى مثل سليم النقاش من نصارى الشام وهو ماسوني، وأديب إسحاق وهو أيضاً ماسوني، ولما مات أديب إسحاق قال عنه: إنه كان تراث العرب وزهرة الأدب، وقضى نحبه في شرخ الشبوبة وعنفوان الفتوة، وترك لنا قلوباً آسفة وسبولاً فائضة، إنا لله وإنا إليه راجعون.
يسترجع على موت أديب إسحاق! ومن المآخذ عليه: أن طبيبه الخاص كان هارون اليهودي، ومن يوم أن جاء مصر سكن في حارة اليهود وما فارقها حتى غادر مصر.
وكان يسعى إلى إسقاط الخلافة العثمانية، فقد قال السلطان عبد الحميد في مذكراته: وقعت بين يدي خطة أعدها في وزارة الخارجية الإنجليزية كل من مهرج اسمه جمال الدين الأفغاني وإنجليزي يدعى بـ لنز، قالا فيها بإقصاء الخلافة عن الأتراك.
وكان يشرب الفنيات، ومحمد عمارة كل يوم ثلاثاء يكتب في جريدة الشعب ويقول: غرائب التنوير ومدرسة التجديد ومدرسة المستنيرين وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، وشيخ المدرسة كان يشرب قليلاً من الفنيات! وهذا قاله الشيخ محمد رشيد رضا في الجزء الأول صفحة ٤٩ من تاريخ الأستاذ الإمام قال: إنه كان يشرب قليلاً من الفنيات.
ومن المآخذ أيضاً عليه: أن السلطان عبد الحميد استشاره في إرسال بعثة من العلماء لنشر الإسلام في اليابان حسب طلب إمبراطور اليابان، فثناه عن عزمه وقال له: إن العلماء نفروا المسلمين من الإسلام، فأجدر أن ينفروا الكافرين.
يقول الشيخ يوسف النبهاني: إنه جالس جمال الدين الأفغاني من أول النهار إلى آخره فما وجده صلى فريضة واحدة، ذكر ذلك في قصيدته الرائية، وكان شيخ الأزهر في ذلك الوقت الشيخ عليز وعندما كان يتواجد جمال الدين الأفغاني داخل المسجد الأزهر كان يضربه بعكازه حتى يخرجه.
هذا النسبة لـ جمال الدين الأفغاني.