[قوله تعالى:(وكم من ملك في السماوات والأرض لا تغني شفاعتهم ولم يرد إلا الحياة الدنيا)]
يقول الله تبارك وتعالى:{وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ}[النجم:٢٦] أي: إذن الله للشفيع؛ لأنها حق لله عز وجل، فيطلب الحق من مالكه، ثم رضا الله عز وجل عن المشفوع فيه.
ثم يقول الله تبارك وتعالى:{إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ} أي: لا يؤمنون بالبعث {لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنْثَى * وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}[النجم:٢٧ - ٢٨]، و (الحق) هنا هو العلم، يعني: لا يغني عن العلم، لا يقوم الظن مقام العلم أبداً، والعلم هو يقين.
هذا تهويل لشأن أهل الدنيا الذين ترتبط علومهم بالمعايش فقط، ولا تتجاوز أسوار الدنيا، فهم يعيشون من أجل علومها فقط، ومن أجل علوم المعايش فقط، من الأكل والشرب والتجارة والصناعة، هذا العلم وإن بدا كبيراً فإنه صغير، وإن بدا شاملاً فإنه محدود، وربما كان منه العلم الذي لا ينفع، فعلم الشريف رزق الله صاحب نادي السينما علم لا ينفع، وعندما يأتون مهرجان القاهرة السينمائي تحس أن هذا الرجل كانوا يعلمونه في بطن أمه أسماء المخرجين والمنتجين.
وكأنه لا يوجد في هذا العقل إلا هذا الشيء فقط! مثل بعض المهووسين المجانين في الكرة، تسأله: من هم العشرة المبشرون بالجنة؟ فيقول: لا أعرفهم، لماذا؟ ليسوا من بلدنا! لكن تقول له: ما هي أخبار احتياطي فريق، أسوان، أو أخبار ماردونا أو أخبار إبراهيم حسن، وطاهر الشيخ ماذا عمل؟ وما هي أخبار مباريات كأس العالم ونحو ذلك، فيجيبك إجابة شافية كافية أنا أعرف بيوت بعض السيدات ينزلون فيها في أول مباريات كأس العالم، فيحضِّرون أكل عشرة أيام كلها، ويضعونه في الثلاجات، لا يستطيعون أن ينزلوا ولا أن يطبخوا، بل يحضروا الأكل لعشرة أيام، لأنهم يخافون أن يضيعوا أوقاتهم في الطبخ:((ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ)).
تجد شخصاً من الفنانين فتسأله: ماذا تفهم؟ يقول لك: أنا أفهم أحدث أنواع الموضة، وأحسن قصات الشعر بالكمبيوتر، وكقصة مايكل جاكسون، وغير ذلك.