ولذلك كان هؤلاء الناس لهم دلالة على الله عز وجل، حكى ابن سيد الناس في المقامات الجلية في كرامات الصحابة: أن أبا ريحانة هذا سقطت إبرته في البحر، فلما وقعت قال: يا رب! عزمت عليك إلا أرجعت لي إبرتي، فعلت الإبرة على سطح الموجة فأخذها.
وفي الحديث الذي حسنه الشيخ الألباني عن محمد بن المنكدر قال:(إن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقع في أسر الروم، ثم هرب، فبينما هو في الطريق تصدى له الأسد، فقال له: يا أبا الحارث -وهذه كنية الأسد- أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من أمري كيت وكيت وكيت، فحرك الأسد ذنبه يميناً ويساراً ثم أوصله إلى مأمنه).
وهذا بنان الجمال جلس يأمر أحمد بن طولون بالمعروف وينهاه عن المنكر فحبسه، ثم جوع أسداً وألقاه إليه، فقالوا: كيف كان قلبك حين دخل الأسد عليك وكان الأسد يشمك، فقال: كنت أفكر في اختلاف العلماء في سؤر السباع، أي: كان يفكر في مسألة فقهية.
وهذه القصة حكاها الذهبي في سير أعلام النبلاء وابن كثير في البداية والنهاية.
والمصطفى صلى الله عليه وسلم طلق حفصة ثم راجعها فيما حكاه ابن حجر في الإصابة، قال:(فلما طلقها حثا عمر بن الخطاب التراب على رأسه ومشى باكياً في المدينة وقال: ما أصبح الله يبالي بـ عمر ولا بابنة عمر، فنزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له كما في حديث الذي حسنه الألباني -: إن الله يأمرك أن تراجع حفصة؛ لأنها صوامة قوامة، وإنها زوجتك في الجنة).
وهل ينبت الخطي إلا وشيجه ويزرع إلا في منابته النخل