إن الماديين وضعوا من قدر الإنسان حين رفع الإسلام من كرامته، فقد قال الله عز وجل:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}[الإسراء:٧٠]، فالعصنر البشري -أصلاً- مقرب عند الله عز وجل، أما ملاحدة الغرب فيقولون: لا فرق بيننا وبين أدنى حشرة، بل إنهم يقيسون الإنسان بالنظرية المادية البحتة.
وأحد علماء المسلمين يقول: إن أحد العلماء الماديين قاس قيمة العناصر الموجودة في جسم الإنسان فوجدها لا تزيد عن (٦٠ أو ٧٠) قرشاً، ففي جسم الإنسان -مثلاً- من الدهن ما يكفي لصنع ٧ قطع من الصابون فقط، وفيه من الكربون ما يكفي لصنع سبعة أقلام من الرصاص، وفيه من الفسفور ما يكفي لصنع ١٢٠ رأس عود ثقاب، -يعني: علبة كبريت- وفيه من ملح الماغنيسيوم ما يكفي لجرعة واحدة من المسهلات.
أما الجير الموجود في جسم الإنسان فقدره يكفي فقط لتبييض حجرة دجاج -يعني: عش فراخ- وفيه من الكبريت ما يطهر جلد كلب واحد من البراغيث، وفيه من الماء سعة عشرة جالونات، فإذا جمع كل هذا فلا يزيد عن جنيه واحد.
إذاً: الإنسان عندهم يساوي جنيهاً، مع أن الله قد أسجد الملائكة لأبيهم آدم وهم في صلبه، وحملة العرش يستغفرون له.
وقل للذي قد غاب يبكي عقوبة مغيبك عند الشأن لو كنت واعياً