ويقول الدكتور حسن أمرائي وهو من كبار الأدباء المغاربة في نشيد أطفال سراييفو: نحن أطفال سراييفو العتيدة إن حرمنا من حنان الأمهات في الليالي الحالكات فلأنا مسلمون نحن أطفال سراييفو المجيدة إن رمونا للسجون أو سقونا في الصبا كأس المنون فلأنا مسلمون نحن رغم القيد والقهر اللعين سوف نبقى مسلمين نحن أطفال سراييفو الجملية نعشق العصفور والوردة تزهو في الخميلة نعشق الأرجوحة الخضراء في الحقل ونعدو نحو أفق لا يحد نعشق الشمس ولون البحر نلهو بالمحار مثل آلاف الصغار ونحب النهر يشدو والفراشة تملأ الكون حبوراً وبشاشة فلماذا يا إلهي! ضرب الصرب الحصار ولماذا سرقوا منا النهار ولماذا بالدماء لطخوا وجه السماء ولماذا تصبح الأحلام كابوساً ويغدو لبن الأم دماً يا أصدقائي ويطير الأمل الأخضر من قبل الفطام يا أحبائي حطاماً في حطام ولماذا يقتل الورد الرصاص نحن أطفال سراييفو القتيلة قيدونا عذبونا أحرقوا المسجد والروض وأحلام الطفولة صادروا الآباء منا والبراءة والحكايات الجميلة علمونا في ربيع العمر أن نلعق جرح الكبرياء علمونا أن نغني للردى الزاحف أن نعزف ألحان المنية علمونا أن نصلي ويد تحضن جسم البندقية ما أشد الابتلاء نحن أطفال سراييفو الشهيدة سنصلي ونصلي ونعيد الضوء باسم الله للشمس الطريدة من بعيد من بعيد نحن عدنا من بعيد من بساط الموت عدنا نلعق الجرح العتيد نحمل الفجر الوليد يغمر الناس كل الناس بالعدل الرشيد فليمت من مات منا وليهاجر من يهاجر سوف تخضر المنابر من جديد من جديد والمحاريب ترى الذكر ندياً من جديد من جديد وستزهو الأرض من دفء الأذان ويعم النور يا أحبابنا كل مكان سوف نعلي راية الإسلام في الأرض وإن طال الحصار وسنبني للحضارة هاهنا ألف منارة ومنارة يا سراييفو النبيلة يا سراييفو الشهيدة أذن الله بأن ترفع رايات الجهاد نحن أطفالك حراس العقيدة