وأما ذل العصاة فيقول أحدهم: إني لأعصي الله فأجد ذلك في خلق دابتي وامرأتي.
ويقول الحسن البصري: إنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين فإن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه.
وانظروا إلى قول المخلوق للمخلوق: أناس أعرضوا عنا بلا جرم ولا معنى أساءوا ظنهم فينا فهلا أحسنوا الظنا فإن خانوا فما خنا وإن عادوا فقد عدنا وإن كانوا قد استغنوا فإنا عنهم أغنى أيها المعرض عنا إن إعراضك منا لو أردناك جعلنا كل ما فيك يردنا أي: لو أنك نظيف ولك قيمة ومنزلة عندهم لرفعوك كما يقول الله تبارك وتعالى، ولكنك متمسك بالطين والوحل، وتعيش في الأرض بين الديدان والحشرات ومستنقع الهوام ولعب الأطفال ولا تنظر إلى السماوات أبداً، ولا تنظر إلى جمال الإسلام أبداً.
إذا أنت غمت عليك السماء وضلت حواسك عن صبحها فعش دودة في ظلام القبور تغوص وتسبح في قيحها