للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من كذب بالشفاعة فليس من أهلها]

ومن عظم المغفرة: أن من كذب بالشفاعة -وهي: سؤال المغفرة- فلا يكون من شفعاء الله عز وجل في عباده، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن اللعانين -أي: الذين يسألون الله عز وجل طرد عباده من رحمته- لا يكونون شفعاء للناس يوم القيامة).

وقال سيدنا أنس: من كذب بالشفاعة فليس من أهلها.

فلا تقبل منه شفاعة.

ولذلك: من آدب الإسلام ومن معتقد أهل السنة والجماعة: أنك لا تدعو على كافر حي على ظهر الأرض باللعنة؛ لأن اللعنة دعاء بالطرد مطلقاً من رحمة الله، وطالما أنه في دار الدنيا فقد يختم الله له بالإسلام، كما ختم لـ عكرمة بن أبي جهل، وباب التوبة مفتوح، ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: لا تدعو على معين باللعنة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو على رعل وذكوان حتى نزل عليه قول الله عز وجل: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران:١٢٨]، وهم يحاربونه، ويقتلون أصحابه، وبرغم هذا يقول له الله عز وجل: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران:١٢٨].

وادع على الكافرين بما شئت، قل مثلاً: لعنة الله على الكافرين، لعنة الله على اليهود، لعنة الله على النصارى، أما المعين فلا يجوز لعنه باسمه، ولا تدعو عليه مطلقاً، وإذا قلت: الله يلعن المتبرجات وأنت تقصد واحدة بعينها فهذا لا يجوز، فالدعاء باللعن على المعين لا يجوز، وهذا من رحمة الله تبارك وتعالى بعباده.