والصدق ينجي في الدنيا والآخرة، هل صدق المسلمون والعرب وهم مليار وربع مليار، واليهود خمسة مليون فقط؟ هل صدقوا الله عز وجل في نصرة فلسطين؟ والله! ما صدقوا.
قالوا لنا أرضنا أرض مباركة فيها التقى والهدى والوحي والرسل ما لي أراها وبحر الزور يغرقها وأبقوا الأمر في أرجائها زجل عار على الأرض كيف الذل أغرقها كيف استوى عندها الكذاب والرجل فكم بكينا على أطلال قرطبة وقدسنا لم تزل في العار تغتسل في القدس تبكي أمام الله مئذنة ونهر دمع على المحراب ينهمل لم يبق شيء لنا من بعد ما غربت شمس الرجال تساوى السفح والجبل وكعبة تشتكي لله غربتها وتسكب الدمع في أعتاب من رحلوا كانوا رجالاً وكانوا للورى قبساً وجذوة من ضمير الصدق تشتعل القاتل الوغد لا تحميه مسبحة حتى ولو قام وسط البيت يعتمر يعقوب لا تبتئس فالذئب نعرفه من دم يوسف كل الأهل قد سكروا أسماء تبكي أمام البيت والهة وابن الزبير على الأعناق يحتضر يا فارس الشعر قل للشعر معذرة هل يسمع الشعر من بالوحي قد كفروا واكتب على القبر: هذي أمة رحلت لم يبق في ذكرها شأن ولا أثر تصوروا يا إخوتاه! أن الذي أدخل البريطانيين إلى القدس هم العرب، فقد أقام الجنرال اللنبي معاهدة مع الشريف حسين حتى يأخذ الخلافة، وتكون الخلافة هاشمية، فاسترخص اللنبي أن يأتي بدم إنجليزي ويدخل به إلى القدس، فأتى بعرب من أعراب المسلمين، ودخل ببنادقهم القدس في عام (١٩١٧م)، ثم ركز علمه الذي فيه الصليب على جبل الزيتون وقال: انتهت الحروب الصليبية الآن، والذين حوله لا يعلمون رطانته الأعجمية، ولا يعرفون ماذا يعني.
ولما سقطت فلسطين، واجتمعت الجيوش العربية نصبوا الملك عبد الله، عامله الله بما يستحقه، ومسكوه قيادة القوات العربية كلها، فجعل على رأس القمة قائداً إنجليزياً، وهو جولوب الإنجليزي، فكيف ستقاتلون الإنجليز واليهود تحت راية رجل إنجليزي؟!! وإن تصدقوا الله عز وجل يصدقكم.
اللهم ارزقنا الصدق في الأقوال والأحوال والأعمال، واحشرنا مع الصادقين، واجعلنا مع الصادقين، اللهم زينا بزينة المهتدين المتقين.
رب اجعلنا لك ذكارين، لك شكارين، إليك أوابين مخبتين منيبين، اللهم تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا، واسلل سخائم صدورنا، بك نستنصر فانصرنا، وعليك نتوكل فلا تكلنا إلى غيرك، وإياك نسأل فلا تحرمنا، ولجنابك ننكسر فلا تبعدنا، وببابك نقف فلا تطردنا.