وإن من النعيم في الجنة أن يسير الرجل تحت أشجار من ذهب مغروسة في أرض من فضة، تسقى بخمر ولبن وعسل، ثم تهب عليها الريح من المسك فتميل أغصان هذه الأشجار، وتغني الحور الحسان تحت هذه الأشجار فما يدري الرجل أيهن أشد حسناً.
قال الإمام ابن القيم: قال ابن عباس ويرسل ربنا ريحاً تهز ذوائب الأغصان فتثير أصواتاً تلذ لمسمع الإنسان كالنغمات بالأوزان يا حسن ذياك السماع وطيبه من مثل أقمار على أغصان والشمس تجري في محاسن وجهها والليل تحت ذوائب الأغصان فيظل يعجب وهو موضع ذاك من ليل وشمس كيف يجتمعان وكذاك فسر شغلهم في سورة من بعد فاطر يا أخا العرفان قوله: من بعد فاطر يعني: سورة يس قوله تعالى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ}[يس:٥٥] قال العلماء: مشغولون بفض الأبكار، يؤتى الرجل قوة مائة في الأكل والشراب والجماع.