[بيان الاختلاف في صلاة التسبيح وذكر فضلها وكيفيتها]
وأيضاً المحافظة على صلاة التسبيح، ومعظم فقهاء القاهرة يضعفون حديث صلاة التسابيح، وأنا سألت شيخنا الشيخ ابن عثيمين عن صلاة التسابيح فقال لي: لا أعرف عنها إلا ما تعرف، فأعطيته أسماء العلماء الذين صححوها وحسنوها، ومن ضعفها من أهل العلم، وممن حسن صلاة التسابيح الحافظ ابن حجر أستاذ الدنيا كلها في علم الحديث، وكذلك الشيخ الألباني، وشيخ الإسلام الإمام البلقيني، وأبو عبد الرحيم المصري، والإمام المنذري، والإمام الحاكم، والحافظ العلائي، وبلغ الذين صححوا صلاة التسابيح أو حكموا عليها بالحسن أكثر من أربعين عالماً، حتى إن الإمام أحمد بن حنبل كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في التعليق على (مشكاة المصابيح) ضعف الحديث أولاً ثم رجع عن تضعيفه.
وذكر الحافظ ابن حجر هذا الكلام أيضاً في النكت على الأذكار.
وابن حجر عندنا يساوي ملء الأرض من طلاب الحديث والعلماء من أمثالنا.
و {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}[يوسف:٧٦]، ولكن علينا دائماً أن نرد الأمر إلى أهله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه عن صلاة التسابيح:(يا عباس! يا عماه! ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله ذنبك أوله وآخره، قديمه وحديثه، خطأه وعمده، صغيره وكبيره، سره وعلانيته؟ تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشراً، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشراً، ثم تهوي ساجداً فتقولها عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً، ثم تسجد فتقولها عشراً، ثم ترفع رأسك فتقولها عشراً، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، تفعل ذلك في أربع ركعات، فلو كانت ذنوبك مثل زبد البحر أو رمل عالج غفرها الله لك، إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة).