وابن سيناء يقول: لا يوجد شيء اسمه الجنة، ولا يوجد شيء اسمه حشر الأجساد، وإنما الحشر هو حشر النفوس، وأنه لا يوجد عقاب ولا جزاء، وأن جزاء الفيلسوف أن روحه تنتقل إلى فيلسوف ثان، فقال: بتناسخ الأرواح، وقال: إن عقاب الرجل الذي ليس فيلسوفاً وكان عاصياً أن روحه تنتقل إلى عاصٍ مثله، وأنكر حشر الأجساد، ووجود الجنة، والله تعالى يقول:{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ * عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ * يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ * وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ}[الواقعة:١٠ - ٢٢].
فأثبت تعالى أن الجنة فيها أكل وشرب ونكاح.
وقد كان ابن سيناء من طائفة الحشاشين، وهم من غلاة الإسماعيلية الشيعة.
وقال صلى الله عليه وسلم:(إن في الجنة شجرة يمشي الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها).
فلا يقول أحد: لا يعقل أن شجرة يمشي الراكب في ظلها مائة عام وأنا أمشي من هنا إلى أسوان في شهرين، يعني: أن هذه الشجرة إلى حد موزبيق فلا يعقل هذا الكلام.
ولكن علينا أن نؤمن بهذا ونصدقه.
ولما قيل لـ أبي بكر الصديق: أما تنظر إلى صاحبك يزعم أنه قد أسري به ثم عاد الليلة! فقال: إن كان قاله فقد صدق.