بعد هذا يأتي الظاهر بيبرس، وله مواقف جسورة في قتال الصليبيين، فهو الذي أذل أهل أنطاكية ورد أنطاكية إلى المسلمين، وأرمينية ردها إلى المسلمين، وحاصر عكا، وعندما كان يحاصر الصليبيين الذين في عكا قال سفير بيبرس لملكهم عندما استعرض جنوده أمامه: كل هؤلاء الجنود لا يساوون عدد الأسرى الموجودين عندنا في القاهرة.
ثم أتى بعد ذلك السلطان محمد بن قلاوون الذي استرد طرابلس وهدمها، ثم أقام مدينة طرابلس التي في بيروت.
ثم الملك أشرف خليل الذي أعاد عكا إلى المسلمين بعد أن استردها الصليبيون من المسلمين بعد موت صلاح الدين الأيوبي لإ فهو الذي استردها مرة ثانية، ثم دمرها حتى لا يتخذها الصليبيون قلعة ضد المسلمين، وبلغ من كثرة الأسرى أن الفتاة كانت تباع بدرهم واحد، فأين عز المسلمين الآن؟ اللهم ارجع تلك الأيام إلينا، اللهم أبرم لهذه الأمة أمراً رشداً يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر.
رب اجعلنا لك ذكّارين، لك شكّارين، إليك أواهين مخبتين منيبين، تقبّل دعواتنا، أجب دعواتنا، واسلل سخائم صدورنا، بك نستنصر فانصرنا، وعليك نتوكل فلا تكلنا، وإياك نسأل فلا تحرمنا، ولجنابك ننتسب فلا تبعدنا، وببابك نقف فلا تطردنا، اللهم ارزقنا شهادة في سبيلك، اللهم اجعل حشري إليك من حواصل الطيور ومن بطون السباع.