طعام أهل النار أربعة أصناف: الطعام الأول من الشجرة المعلونة الزقوم، قال الله تبارك وتعالى:{أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ * فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ}[الصافات:٦٢ - ٦٦].
هذه الشجرة الملعونة جعلها الله فتنة للظالمين، وعهد أبناء الدنيا أن النار تأكل الشجر، فما بالك بهذه الشجرة التي لا تترعرع إلا في النار، ويكون مستقرها في قعر الجحيم، ومع هذا لا يزيدها ذلك إلا ترعرعاً في قعرها {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ}[الصافات:٦٤].
وقال الله تبارك وتعالى:{إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ}[الدخان:٤٣ - ٤٦].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معايشهم) فكيف بمن يكون الزقوم طعامه وشرابه؟!! وأما الصنف الثاني فهو الضريع، والضريع نبات تعرفه العرب، فإذا كان أخضر تعافه الماشية، فإذا كان يابساً صار سماً خالصاً، سبحان الله! فمعنى هذا أن طعام أهل النار الثاني وهو الضريع طعام تعافه الماشية في دار الدنيا.
أما الطعام الثالث فلقد قال الله تبارك وتعالى:{إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا * وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا}[المزمل:١٢ - ١٣]، فهو الطعام بالغصة، قال سعيد بن جبير: إنها حجارة من كبريت، وقال ابن عباس: شكوك يلتقمه أهل النار فيأخذ بعروق الحلوق، لا يدخل ولا يخرج.
فتصور لو أن إنساناً أكل لقمة فوقفت عند لسان المزمار لا تدخل ولا تخرج، إذا دخلت في الجهاز التنفسي مات بسببها الرجل، أو تتردد عند لسان المزمار فيكون في حالة ما بين الموت والحياة، هذا بلقمة، فما ظنك بشوك يأخذ بعروق الحلوق لا يدخل ولا يخرج.
من غص داوى بشرب الماء غصته فكيف يفعل من قد غص بالماء والطعام الذي بعد ذلك: هو الغسلين، قال محمد بن كعب القرظي رحمه الله: لو دلي من غسلين دلو في مشرق الشمس لغلت منه جماجم قوم في مغربها.
والغسلين هذا يسيل من قروح وقيح وصديد أهل النار.
أنت القتيل بكل من أحببته فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي